icon
التغطية الحية

مؤسسة الآغا خان الخيرية في سوريا.. دعم للفقراء وفساد ما دور النظام؟

2024.09.30 | 17:17 دمشق

آخر تحديث: 30.09.2024 | 20:02 دمشق

إحدى حارات مدينة سلمية بريف حماة الشرقي ـ خاص
إحدى حارات مدينة سلمية بريف حماة الشرقي ـ خاص
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • مؤسسة الآغا خان في سوريا، المعروفة بدعمها للفقراء، أصبحت تحت سيطرة النظام السوري وموظفيه، مما أدى إلى انتشار المحسوبيات والفساد داخلها.
  • توزيع المساعدات الإنسانية تعرض لتمييز واضح، حيث يتم قطع الدعم عن المحتاجين.
  • الفوائد على القروض التي يقدمها بنك الآغا خان ارتفعت بشكل كبير بطلب من النظام، حيث تراوحت بين 30% و90%، مما زاد من العبء على المقترضين بدلًا من مساعدتهم.
  • مركز الآغا خان الطبي يقدم خدماته بأجور مرتفعة تفوق كلفة العلاج في عيادات الأطباء الخاصة، مما يزيد العبء على المرضى محدودي الدخل.
  • الفساد الوظيفي في المؤسسة يشمل التلاعب بالشواغر الوظيفية، رفع الفواتير بأسعار مبالغ فيها، والفوارق الكبيرة بين رواتب الموظفين الثابتين والمتطوعين.

في كل حرب، تظهر الجمعيات الخيرية لتلعب دورا حيويا في تقديم الدعم والمساعدة، سواء كانت هذه الجمعيات قد أسست قبل اندلاع الصراع أو بعده. وبغض النظر عن الدوافع التي قد تكون سياسية، دينية أو اقتصادية، يبقى الهدف الأسمى هو تقديم العون دون مقابل، سواء على المدى القريب أو الطويل. ومن بين هذه المؤسسات البارزة، تأتي مؤسسة الآغا خان الدولية، التي لطالما حظيت بسمعة طيبة، سواء قبل الأزمة السورية أو بعدها.

المحسوبيات في مؤسسة الآغا خان

لكن مؤسسة الآغا خان لم تعد كذلك، فأيدي النظام الواضحة والخفية لا بد وأن تتدخل في كل شيء وتضع بصمتها الخاصة فيغدو كما يحب ويرضى أصحاب الأمر في مناطق سيطرته.

فالمؤسسة الداعمة للفقراء عبر دول العالم بمشاريع تنموية في المجالات الصحية والاقتصادية وغيرها، أصبحت كإحدى المؤسسات الحكومية التي يعيث فيها الفساد الممنهج الذي رسخه النظام السوري في مفاصل الدولة، من الرشوة إلى المحسوبيات والواسطات.

فعلى سبيل المحسوبيات والوساطة تنتشر مقولة في مدينة سلمية بمنزلة الدعابة أن "مؤسسة الآغا خان تغير اسمها إلى مؤسسة الآغا فاضل وردة" وهو زعيم ميليشيا الدفاع الوطني وعضو القيادة المركزية لحزب البعث، حيث أنه كما يسيطر هو وأقرانه من الشخصيات الأمنية ومسؤولي الدولة على المدينة بعناصر الميليشيا التابعة له فهم أيضا يسيطرون على مؤسسة الآغا خان عبر موظفيها الذي هم في الغالب من أقربائهم أو من المحسوبين عليهم.

تمييز في توزيع المساعدات وقطع الدعم عن المحتاجين

من جهة أخرى ففي مجال المساعدات الإنسانية التي أسهمت مؤسسة الآغا خان في دعمها وتوزيعها على المحتاجين والمتضررين سواء بالحرب أو في أوقات الكوارث كالزلازل والكورونا، فإن هذه المساعدات أيضا قد طالها الفساد في الآونة الأخيرة حيث توقف الدعم عن كثير من المحتاجين من أبناء سلمية إلى هذه الإعانات وعند السؤال عن أسباب قطع الدعم، يكون الجواب بأن ضعف التمويل وراء ذلك، وهو الجواب الذي أثار استهجان المستفيدين من المساعدات الإنسانية خصوصا أن التوزيع ما زال مستمرا بل وزاد لأبناء الأرياف، في حين أن المستفيدين من هذه المساعدات من أبناء المدينة هم أشد الناس فقرا وأكثرهم حاجة.

وفي هذا الشأن يخبرنا الشاب أحمد (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) :"لقد قطعوا المساعدة عن عمتي وهي أرملة وأم شهيد ولا معيل لها، في الوقت نفسه نجد أبناء الريف أصحاب الشاحنات والمقتدرين ماديا يصطفون بالعشرات لأخذ المعونات، عدا عن الملايين التي يقدمونها لمشاريعهم الزراعية، ولكن الفساد المستشري بالمؤسسة هو سبب التمييز بين المستفيدين".

بضغط من النظام.. فوائد مرتفعة جداً

وفي سياق متصل، فإن بنك الآغا خان الذي يقدم القروض الميسرة للفقراء حول العالم بفوائد ضئيلة تتناسب مع دخلهم بحيث يكون عونا لهم لا عبئا عليهم، حتى في سوريا كان البنك الوحيد الذي استمر في تقديم القروض لمساعدة الناس خلال سنوات الحرب، إلا أن هذا الأمر كان له وجه آخر فالفوائد الصغيرة جدا التي كان يأخذها البنك قبل الحرب ارتفعت بشمل كبير جدا بعد الحرب وذلك بطلب من حكومة النظام التي تفرض الإتاوات على أي شيء يقع تحت سيطرتها فارتفعت الفائدة من 11% إلى ما بين الـ30_90% وذلك حسب مدة القرض.

الأمر الذي عده البعض مجحفا بحق المقترض الذي يعتبر أن لجوءه لهذا القرض وسيلة لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة إلا أنه أصبح فخا كبيرا لكل من يقترضه. ويوضح طارق وهو صاحب محل، لموقع تلفزيون سوريا " تقدمت بطلب لقرض بقيمة 10 ملايين لدعم دكاني فتفاجأت بأني سأسدده 13 مليونا بعد ستة أشهر أو 18 مليونا بعد خمس سنوات أي يجب أن أعمل فقط لأسدد القرض من دون أن آكل أو أشرب".

أجور باهظة في مركز الآغا خان الطبي

وكما ذكرنا آنفا فإن المساعدات الذي تقدمها منظمات الآغا خان هي متعددة المجالات فمن توزيع المعونات الغذائية وتقديم الدعم النفسي في الكوارث مرورا بدعم المزارعين بالأموال ومنظومات الطاقة الشمسية وصولاً إلى دعم المشاريع الصغيرة، فلها أيضا مساعدات تقدمها في المجال الصحي، فمركز الآغا خان الطبي الذي يقدم خدماته المأجورة للمواطنين، حيث يعمل على فكرة جلب الأطباء الماهرين بكل الاختصاصات من خارج مدينة سلمية لتقديم المعاينة في يوم واحد بالأسبوع ضمن المركز بدل أن يذهب المرضى إلى عيادة الطبيب حيث يعمل، ولكن الأجور التي يدفعها المرضى للمركز تفوق أجر الطبيب في عيادته بما يزيد عن 20 ألف ليرة، الأمر الذي اعتبره أصحاب الدخل المحدود زيادة باهظة جدا، فهذه المساعدة التي يقدمها المركز لا تساعدهم بل على العكس فعناء الطريق الذي يوفره المركز على المرضى أصبحوا يقضونه في الانتظار بسبب الازدحام.

نماذج للفساد في المؤسسة

مصدر من داخل مؤسسة الآغا خان (طلب عدم ذكر اسمه) أفاد موقع تلفزيون سوريا بأن "الفساد الوظيفي الذي ينخر في منظمات الآغا خان الخيرية أصبح من المسلَّمات لدى أهالي سلمية، فمن الشواغر الوظيفية التي تعلنها المؤسسة والتي تكون أسماء من سيملؤها جاهزة مسبقا، إلى الفواتير التي ترفع بأسعار مرتفعة جدا عن قيمتها الحقيقية وحتى الفوارق الهائلة بين رواتب الموظفين الثابتين فيها والتي تصل في بعض الأحيان إلى 3000 دولار في الشهر وبين يوميات المتطوعين التي لا تتجاوز ثلاثة دولارات في اليوم الواحد والذين يعملون بمشاريع مؤقتة..".